أخصائية نفسية توضح تأثير القدوة في بناء أفكار الطفل وسلوكياته

0

حوار – عبد الرحمن موسى

أكدت دكتورة هبة يوسف، أخصائي الصحه النفسية والإرشاد الأسري، أن وجود قدوة حسنة في حياة الطفل له تأثير قوي في بناء سلوكياتها وتعزيزها، موضحة أن القدوة هي النموذج الذي نقتدي به، ونأخذه مثالاً لنا في التصرفات والسلوكيات والأفكار، ووجود قدوة حسنة يمثل عاملًا مهمًا ومؤثرًا في حياة الأفراد أطفالًا وكبارًا، لأنها من أهم أساليب التربية التي لها تأثير قوي في تشكيل وبناء الأفكار الطيبة لدى الأطفال، فعند وجود شخص ما يمثل قدوة حسنة للآخرين، من خلال ما يمتلك من قيم شخصية ناجحة وأخلاق فاضلة، يسهل على الآخرين قبول وجود هذه القيم وتصديقها، والسعي للوصول إليها، وأخذها قدوه لهم في الحياه، لأن للفعل تأثيرًا كبيرًا في الغالبية العظمى من الناس، وليس الحديث عن القيم والفضائل.

كيف يمكن لوسائل الإعلام ومنها التليفزيون أن تسهم في تقديم القدوه للطفل؟
وعي الطفل في السنة الأولى يطلق عليه “وعي الإسفنجة”، إذ إنه يسجل في ذهنه كل ما يحدث أمامه، وبطبيعة الحال جميع البيوت تشاهد التلفاز لساعات طويلة، فيبدأ عقل الطفل في هذه المرحلة بالتركيز على ما يراه أمامه، ومع الأسف أصبح ما يقدم في الإعلام ما هو إلا نماذج سطحية أو عدوانية، مع تهميش للنماذج الصالحة، على الرغم من أن الإعلام من أقوي الوسائل وأسرعها تأثيرًا في بناء وعي الأفراد، وخاصة الأطفال.

ما أهميه وجود شخصيات تمثل القدوة للأطفال في برامج التلفزيون؟

وجود قدوة للطفل تساعده على تنمية سلوكه وقدراته، لأن الطفل لديه القدرة الكبيرة على التخيل وهو في سن صغيرة، فالطفل عندما يشاهد أحد الأشخاص في التلفاز ويحبه عندها يقلده، إذ إن وجود قدوة حسنة أمام الأطفال سيساعدهم على معرفة بعض القيم النبيلة التي يجب أن تترسخ في عقولهم في هذه الفتره، مثل: الشجاعة، ومساعدة الآخرين، وحب الخير والصدق.

كيف يمكن للمحتوى التلفزيوني المقدم أن يؤثر في تشكيل قيم الأطفال وسلوكهم؟

مثل ما ذكرت، فإن الأطفال يتمتيزون بكونهم شديدي الانتباه لتصرفات الآخرين، لذلك فإن ما يُقدم على الشاشات قطعًا سيؤثر في تشكيل قيمهم وسلوكياتهم، وهنا يجب التنبيه على تنقية ما يُقدم لهولاء الأطفال من محتوى، ويجب استغلال هذه الطاقة النقية وغرس القيم النبيلة لديهم، عن طريق تقديم محتوى نظيف يتماشى مع حجم الواقع الذي نعيشه، فنحن نحتاج إلى محتوى يُعلم الطفل كيفية التعامل مع إنسانيته، وكيف يكتشف مهاراته وكيف يحترم الآخرين.

وماذا عن الشخصيات الخارقة وتأثيرها في الأطفال؟
كُل منا كان مغرمًا ببطل ما في صغره، يرى في هذا البطل القدوة والشجاعة، وحب الأطفال للأبطال الخارقين ليس أمرًا سيئًا، لأنه يمكنهم من خلالهم أن يتعلموا قيمًا جيدة، ولكن يجب علي الآباء أن يشرحوا للأطفال وجود فروق بين الخيال والحقيقة.

ما السمات التي يجب أن تتوافر في الشخصيات الكرتونية لتكون قدوة إيجابية؟

يجب أن تكون تلك الشخصيات حقيقية من الواقع، وخير مثال على ذلك كرتون “بكار” الذي حقق نجاحات لسنوات عديدة؛ لكني أرى أن غالبية أفلام الكرتون حاليًا غير واقعية بالمرة، لأنها تعتمد فقط علي جذب انتباه الأطفال لمشاهدة البرامج.

كيف يمكن للآباء والمربين أن يواجهوا التأثير السلبي للتلفزيون في بناء عقلية الطفل؟

الطفل في بداية عمره لا يكون صاحب القرار فيما يشاهده، لذلك يجب علي الآباء اختيار ما يودون أن يغرسوه في طفلهم.

وماذا عن توجيه الأطفال بشأن الشخصيات الكرتونية التي يقتدون بها؟

نحن بحاجة دائمة ومستمرة لتوجيه أبنائنا بشكل عام، وليس فقط وهم أطفال صغار، بل نتابع معهم، فهم أيضًا بحاجه إلينا طوال الوقت، كما ينبغي مراعاة أن هناك طبيعة مختلفة لكل طفل، فمن الوارد أن يتأثر طفل سلبيًا من شخصية يشاهدها، لذلك فإن عدم المتابعة المستمرة من الآباء لأطفالهم تؤثر سلبًا في الطفل في المستقبل، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الانتباه الدائم لأبنائنا وطريقة حديثهم وسلوكهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.