حوار مع الدكتور: محمد عوض حمدون
مدرس الصحة النفسية في كلية التربية جامعة الأزهر الشريف.
كيف أجعل طفلي يعتمد علي نفسه؟
أن أنسب طريقة لجعل الطفل يعتمد على نفسه هي مساعدته في حل مشكلاته، والوقوف بجانبه، وإعطاء الطفل بعضًا من الاستقلالية في حياته، مثل: اختيار الملابس أو الأكل، وهذه أخطاء يقع فيها كثير من أولياء الأمور، بعدم اعتماد الطفل على نفسه في بعض الواجبات الخاصة به، وأيضًا من أنسب الطرق لجعل الطفل يعتمد على نفسه الدعم، فبدلًا من مراقبته تمدحه وتشجعه.
وماذا عن ضرب الأطفال لتهذيبهم؟
أكد أن خير مثال على ذلك هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: “علِّموا أولادَكُمُ الصلاةَ إذا بلَغُوا سبعًا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشْرًا، وفرِّقُوا بينهم في المضاجِعِ”.
وليس بالمراد بالضرب هنا العقوبة، ولكن المراد هنا التأديب والتهذيب، وعدم اتباع هذه الوسيلة إلا إذا لم توجد طريقة أو وسيلة أخرى مع الطفل.
في أي عمر يمكن إعطاء الطفل هاتفًا محمولًا؟
يُمنع الطفل الذي يبلغ من العمر 1 الى 3 سنوات من استخدام الهاتف المحمول، ولكن بعد هذه الفترة يمكن السماح له باستخدام الهاتف، ولكن في أوقات محددة لا تزيد عن عشر دقائق، وقد ذكر علماء النفس أن العمر المثالي للطفل ليستخدم الهاتف المحمول هو من 10 سنوات، وحدَّد علماء النفس أن في هذا الوقت يدرك الآباء ضرورة التواصل مع أبنائهم للاطمئنان عليهم.
مَن المسؤل عن تربية الأطفال؟
مسؤلية تربية الأبناء تقع على الآباء، لأن الله سبحانه وتعالى يحاسب الأهل على تربية أبنائهم، وقد يختلف الأب والأم في تربية أطفالهم، فلكل منهم طريقته المختلفة، وحل هذه الخلافات يكون بالتشاور فيما بينهم، والجانب الأكبر يقع على الأمهات لأنهن يجلسن مع الأطفال أكثر من الآباء، وعامة، تربية الأبناء مسؤلية مشتركة بين الزوجين، ويؤكد خبراء التربية أهمية التعاون بين الزوجين في هذه المسألة.
ما أهداف التربية الحديثة للأطفال؟
-التعامل مع الأطفال بأفضل استراتيجيات التأديب والتربية.
-البحث عن الطريقه الأنسب للتربية.
-الاهتمام بالتعليم.
كيفية التوفيق بين عمل الآباء وتربية الأبناء؟
يجب علي الآباء ترتيب الأمور حسب أهميتها، وأهم أمور الرجل أداء دوره في التربية ومهام البيت، وقد كان صلى الله عليه وسلم يشارك أهله العمل والمهام رغم مسئولياته العظيمة، وأيضًا، فإن على الإنسان أن يؤدي ما عليه، فإن الله سبحانه وتعالى لا يُكلِّف نفسًا إلا وسعها.
وماذا عن التعامل مع غضب الطفل وعصبيته؟
في البداية، معرفة سبب هذا الغضب، ومن ثم تهدئته عن طريق الاهتمام والحب لتغيير هذا التصرف، وتشجيعه على السيطرة على عناده وغضبه، والتصرف بطريقة صحيحة، وإذا لم يتمكن الآباء من التعامل مع هذا الأمر فيمكنهم استشارة أحد المتخصصين في تعديل السلوك السلبي لدى الطفل.
كيف يمكن تنمية سلوكيات الطفل الإيجابية والقضاء السلبية؟
في هذا الجانب، نركز على السلوكيات الإيجابية أكثر من السلبية، فمثلًا مدح الطفل في أثناء قيامه بعمل إيجابي أو مكافأته، فكلما امتدحت سلوكًا معينًا زاد احتمال تكرار طفلك لهذا النوع من السلوك الجيد في المستقبل، وللقضاء على الجوانب السلبية عن طريق الحرمان: إذا فعل سلوكًا سلبيً، والحرمان نوعان: حرمان مادي، وحرمان عاطفي.
والحرمان المادي هو الحرمان من المصروف، أما الحرمان العاطفي فهو عدم الاهتمام به أو مخاصمته، وفي هذه الأثناء يجب على الآباء تجنب السلوك السلبي من خلال الحفاظ على تعابير الوجه ونبرة الصوت.
كيفية المساواة بين الأبناء؟
خير دليل على ذلك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم”، والعدل بين الأبناء واجب، وتركه حرام، فالوالد غير العادل بين أبنائه مرتكب لذنب ومعصية، وورد أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لبشير لما جاءه ليشهده على هبة وهبها لابنه النعمان، قال: “يا بَشِيرُ، أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هذا؟ قالَ: نَعَمْ، فَقالَ: أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ له مِثْلَ هذا؟ قالَ: لَا، قالَ: فلا تُشْهِدْنِي إذًا، فإنِّي لا أَشْهَدُ علَى جَوْرٍ”، فالحديث هنا صحيح في العدل بين الأبناء، وهناك بعض العلماء من يرى استحباب العدل لا وجوبه.