صراخ الأطفال وبكاؤهم

0

كتب – عمر موسى

تقول الأستاذة «كلوفر»: “إن إعلامك لطفلك بما عليه فعله بالضبط أجدى بكثير من إعلامك له بما هو ممنوع من فعله”.

فحين تطلب من طفلك ألا يثير الفوضى مثلاً، أو أن يكون مؤدّباً، فإنك تصعّب عليه فهم ما عليه فعله بالضبط، أمّا الأوامر الواضحة كـ ‘لملم كلّ لُعَبِكَ لو سمحت وضعها في الصندوق المخصّص لها’ فهي تفهمه تماماً ما هو المطلوب منه، وتزيد من احتمال استجابته لطلبك”.
وهكذا عندما يرغب الطفل في شيء يراه وتريد أن تعطيه إياه، فمن الخير أن تحمل الطفل إلى الشيء، فذلك أفضل من أن تحمل الشيء إلى الطفل، فبهذه الوسيلة العملية سيصل الطفل في تلك السن إلى الاعتقاد بأن هذا هو السبيل الوحيد للوصول إلى الأشياء.
تقول الأستاذة «كلوفر»: “حين يَحْزنُ طفلك فقد يكون إلهاؤهُ بنشاط أكثر إيجابية استراتيجية نافعة، فحين تصرف انتباهه نحو شيء آخر — بتغييرك للموضوع، أو بلعب لعبة، أو بأخذه إلى غرفة أخرى، أو بمشية معك، فإنك تكون قد نجحت في صرف طاقته نحو سلوك إيجابي”.
فعلى من حول الطفل فحصه جيدًا لمعرفة سبب البكاء، الذي يُعد إحدى وسائل الاتصال بينه وبين المحيطين به، فيجب عدم استخدام العنف أو الضرب للطفل، مع ضرورة إمداده ومساعدته بما يحتاج إليه، سواء لينام أو ليسكت، حتى لو سكت الطفل في هذه الحالة ليس معناه أنه خاف من التهديد والضرب فهذا شيء غير صحيح.

توجيهات التعامل مع الأطفال أثناء بكائهم:

١/ استخدم عواقب هادئة:
أعطِ طفلك فرصة للقيام بما هو صواب عن طريق شرحك له عن عواقب سوء السلوك التي قد تنتظره، فمثلاً إذا ما أردت أن يتوقف طفلك عن الشخبطة على الحائط، فعليك إعلامه بأن عليه أن يكفّ عن فعل ذلك، وإلا فإنك ستنهي وقت اللعب المخصص له؛ من شأن هذا أن يعطي أطفالك تحذيراً وفرصة لتغيير سلوكهم في آن معاً.
٢/ أفهم طفلك ما الذي تنتظره منه:
فتجاهل صراخ الطفل، بل كلما اشتد صراخه يجب أن تزيد في تجاهلك لسماعك، إذ يجب بأي ثمن أن تعوده منذ اللحظه الأولى ألا يأمر الناس، فما هو عليهم بمسيطر، وألا يأمر الأشياء، فليست للأشياء أسماء وعقول.
٣/ابتكر أساليب لتلهيه:
إن من شأن انتباهك إلى الأحيان التي يبدأ فيها طفلك بالشعور بالتململ، أو النّزق، أو حين ترنو أنظار طفليك معاً إلى اللعبة ذاتها، أن يساعدك على درء المشكلة قبل حدوثها.
٤/خصص وقتًا للاختلاء بطفلك:
تعدّ الخلوة أمراً مهماً لبناء أي علاقة جيدة، فما بالك حين تكون العلاقة التي نتحدث عنها هي تلك التي تجمعك بطفلك.
وأخيرًا:
قد يتوهم البعض أن بكاء الطفل ليس جديرًا بالاهتمام، ولكنه الوسيلة التي من خلالها تتولد العلاقة الأولى بين الإنسان وبكل ما يحيط به، فهذا تسارع الحلقة الأولى من تلك السلسلة الطويلة التي يتكون منها النظام الاجتماعي بأسره؛ فعندما يبكي الطفل فمعنى ذلك أنه غير مستريح، وأنه بحاجه إلى شيء ما، وأنه لا يستطيع أن يكفي نفسه تلك الحاجه، فعلينا بالفحص والتنقيب عن تلك الحاجة المعينة التي تعسر عليه ونكفيه إياها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.