كيف يؤثر سوء استخدام الأطفال للتكنولوجيا في تطورهم النفسي والاجتماعي؟

0

كتب- عمر موسى 

لا أحد ينكر ضروره التكنولوجيا في هذا العصر، حتى أنها أصبحت سر الحياة، فقد امتدت يد التكنولوجيا إلى كل نواحي الحياة ونشاطها، فهي في المنزل والشارع والمدرسة والعمل، فلا يمكن أن يستغني عنها عاقل، وإلا أصبح معزولًا عزلًا تعسفيًا عن الحياة، قد حكم عليه بالموت وفيه روح تدب فيها الحياة.
إن كل ما يمس الطفل من أضرار من جراء استخدام التكنولوجيا وتطبيقاتها يأتي بالدرجة الأولى من كل توعية الآباء والأمهات باستخدام التكنولوجيا، فنرى في هذا العصر الأولاد أكثر معرفة ومهارة في استخدام التكنولوجيا، في مقابل عدم معرفه الآباء والأمهات بمكنون أسرار هذه التكنولوجيا.

مخاطر التكنولوجيا على الطفل:
أولا: جسديًا
سوء الاستخدام والتعامل مع هذه الوسائل التكنولوجية يعود الطفل على أمور قد تمس أبعاد شخصيته المختلفة، فعندما يستخدم الطفل الحاسب الآلي بطريقة جلوس غير صحية أمام الجهاز على مقعد غير مريح، وليس في مستوى شاشة الحاسب الآلي، وعدم استقامة عموده الفقري، يؤدي إلى مشكلة في العمود الفقري، مع إصابه الطفل بصداع في رأسه وضعف نظره، نظرًا لجلوسه فترات طويلة أمام الحاسب، فضلًا عن أمراض أخرى قد تكون غير محسوسة.

كل هذه الأمور لا يمكن أن تأتي مع إعطاء التوجيهات والإرشادات السليمة للطفل، وأيضًا قد يصاب بالسمنة المفرطة بسبب جلوسه لأوقات كثيرة أمام الحاسوب، فعلى الوالدين أن ينظما جلوس الطفل أمام الحاسوب، وأن يوفرا مقعدًا صحيًا ليجلس عليه حين يشرع في استخدام حاسبه.

ثانيًا: عقليًا
استخدام الأطفال للإنترنت، سواء من خلال الحاسب الآلي او التليفون المحمول يعرضه لبعض المشكلات، فقد يصادف الطفل بعض المواقع الإباحية التي لا يجب أن يطلع عليها طفل، هنا كيف يدخل الطفل على مثل هذه المواقع الإلكترونية الإباحية دون رقابة شديدة من والديه، حتى لا نصل الى طريق الانحلال والضياع، فضلًا عن قضاء أوقات وفترات  أمام أجهزة المحمول الذكية والتابلت، وبخاصة مع الألعاب الإلكترونية وأفلام يوتيوب، فترى الطفل المنعزل عن الآخرين يصاب بمشكلات نفسية لا يلمسها إلا عند كبره.

ثالثًا: التكنولوجيا

قد تودي بحياة الطفل أو تجعله قاتلًا، من المشهور الآن على مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وجود ألعاب إلكترونية تحرض على الانتحار، ومنها لعبه الحوت الأزرق التي تعمل على غسل مخ للأطفال حتى توصلهم إلى الانتحار في فتره لا تزيد عن 50 يومًا، عن طريق خطة ممنهجة، كل يوم تعطيه مهمة، ومن هذه الألعاب ما يحرض الطفل على قتل والديه، وإن لم يفعل تتوعده بالتعذيب أو بعيس في منامه يحصل له الراعي فيشرع في قتل أمه وابيه.

استخدام الأم لأفلام الكرتون لإلهاء طفلها:
نرى كثيرًا من الأمهات يسلكن سلوكًا تلقائيًا، وذلك حينما توجه الأم طفلها بمشاهدة أفلام الكرتون حتى ينفض من حولها أو تستريح من شغبه، وكان ذلك السلوك سيضمن لها ما تهدف إليه، ولكن قد لا تعلم الأم أن هذا الأمر وإن كان ظاهريًا سيجعل الطفل ينفض عنها وتستريح من تصرفاته المقلقة، إلا أن ذلك سيؤول بالطفل إلى الأمور الآتية:
أن مشاهده أفلام الكرتون بكثرة تؤدي إلى عدم إعمال الطفل عقله، فيكون عقله في سبات عميق، وذلك يؤثر في قدراته العقلية، أيضا مشاهدة الطفل أفلام الكرتون لأوقات كثيرة تجعله يصاب بالسمنة المفرطة بسبب أن الطفل يأكل وجبة الطعام وهو لا يعي ما يفعل، فيأكل كثيرًا ولا يتحرك ويصاب بالسنة المفرطة، كما أن من السلوكيات الخاطئة التي يكتسبها الطفل في هذا الأمر تقليد الطفل ما يحدث في أفلام الكرتون، ولا يدرك آنذاك المفيد من الضار، أو الصحيح من الخطأ، فمثلًا يمسك بحبل ويربطه في وسطه ثم يتدلى من شرفة المنزل التي قد تكون في الدور الثاني أو الثالث أو الرابع،  ولكن الأخطر من ذلك مشاهدة الطفل أفلام الجريمة والجنس، فهي من الأشياء التي تؤدي إلى انحراف الطفل وتدفعه إلى الشغب وارتكاب الجريمة والانحلال، مما يشاهده من أفلام الروايات البوليسية وأفلام الخلاعة، فهي تشجع على الانحراف والإجرام، وتفسد أخلاق الكبار، فما بالك بالأطفال الصغار.
فعلى المربي أن يفطن لهذه الأمور، ولا بُدَّ من التعامل مع هذه المعطيات، وتعليمهم كيفية استخدام الهاتف المحمول، أو الدخول إلى أحد المواقع، أو حتى عمل حساب على بريد إلكتروني، ومعرفة الوقت المناسب لإعطائهم هذه الأجهزة والوقت المناسب لمنعها عنهم ومراقبتهم مراقبة جدية ولطيفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.