بقلم- عمار محمود مرعي
لماذا لا يستمع طفلي إليّ!
نرى أنه توجد أمور كثيرة نخبرها لأطفالنا ونأمرهم بها، ولكنهم لا يستجيبون لكلامنا كأنه لم يُقَل.
بعد سؤالي لكثير من المربيين وجدت أن أكثر سؤال يُطرح هو: لماذا لا يستمع طفلي إليّ؟ لماذا لا يستمع الطفل إلى كلامي؟”ليه ابني مش بيسمع الكلام”.
لأن الطفل يتعرض كثيرًا للشاشات التي توفر له ألوانًا وفاعلية أكثر من الطبيعي، وأصواتًا وموسيقا وأشكالًا جذابة.
فبالمقارنة بين المُربّي وهذه الشاشات، سترجح كفة الشاشات في عقل الطفل، وسيرى طلبات المربِّي مملة.
حتى نحن.. عندما ننخرط في وسائل التواصل الاجتماعي، ونتعرض كثيرًا للشاشات، نرى أن الواقع ممل ولا نستطيع الصبر حتى نفتح هواتفنا على الفيديوهات القصيرة ومواقع التواصل الاجتماعي.
من المشكلات المتعلقة بالجلوس كثيرًا خلف الشاشات للأطفال قلة نشاطهم الحركي، ومن ثمَّ الاعتماد الكلي على الدوبامين والسيرتونين الآتي من الشاشات، وليس من اللعب مع الأصدقاء أو في الحديقة، لذلك، يصبح الطفل أقل فاعلية مع العالم الخارجي، فلا تتوقع منه أن ينتبه إليك.
خاطب ابنك بما تُحب أن تسمعه من الناس، لأن طريقة التواصل ونبرة الصوت تكون فارقًا في إتمام الأمر من عدمه.
أيضًا هناك بعض الكلمات التي لا يحب طفلك أن يسمعها وفورًا يغلق عقله في وجه كلامك، مثل:
لااا، إذا فعلت كذا سأعاقبك، صيغ التهديد، كم مرة قلت لك كذا، كم مره حدثتك عن هذا.
لا تكتفي بأن طفلك سمع صوتك فقط لأداء مهمة ما أو لتوجيه أمر بل لزيادة رد فعل طفلك اجعله ينظر في عينيك، والمس يده أو كتفه أو وجهه لتحقيق أقصى قدر من الانتباه، أضف إلى كلامك إشارات بيدك، لأن لغة الجسد مؤثرة في استيعاب الكلام.
وأُضيف أيضًا أن المربي يتبع أسلوبَ عدم الانتباه نفسه معه.
إذا جاءك يريد مشاركتك شيئًا أو غير ذلك من التواصل، وأنت تقول له: في وقت آخر أو بعدين.. بعدين، فهذا يزرع في طفلك عدم الانتباه لكلام المتحدث.
لا تنهى طفلك أو تأمره بشيء أنت تفعل ضده، مثل: لا تكثر من استخدام الهاتف وأنت تستخدمه كثيرًا، أو انتهي من طعامك وأنت لا تنتهي منه.
كيف تجعل طفلك ينتبه ويستمع إليك؟
١-جرب استعمال كلمة واحدة في التواصل، مثل: أريدهم أن يغسلوا أسنانهم قبل النوم أقول فقط (أسنان).
٢- استبدل الكلمات النهي والنفي بكلمات إيجابية، مثل: لا تركض بالبيت، يمكن استبدالها بما رأيك أن تمشي بهدوء.
٣- بدل من قول أمر يمكنك قول سبب، مثل: ضع الطعام في الثلاجة يمكن استبدالها بجملة مفيدة، مثل: الطعام لو لم يوضع بالثلاجة فسد وأصبح غير صالح للأكل.
٤-أعط ابنك خيارين في مضمون ما تريد أن تأمره به، مثل: أتريد أن تقرأ قليلًا ثم تذهب للنوم؟ أو تذهب للنوم فورًا.
٥- استباق الأحداث والتمهيد للأمر، مثل: بعد نصف ساعة سنرجع للبيت ونحن في الحديقة.
فيجب أن أنبههم بأنه بقي نصف ساعة على أن نرجع للبيت وبعدها بقي ربع ساعة لأن ميعاد النوم أصبح قريبًا.
٦- أعط الأمر والسبب والنتائج.
٧- اجعل طفلك يشعر بأن مشاعره مهمة، فإذا بكى لأنه لا يريد النوم، معنى ذلك أنه حزين، فيجب أن تعامله على أساس أن مشاعره مهمة، وأنك تعلم أنه حزين لأنه سيترك الألعاب، وهدئ من روعه.
في النهاية، يجب أن تعامل طفلك بما تحب أن يعاملك الناس به.
